وتجعل مرتبتهم في نظر الله تعالى دون من يستحق حتى أن يذكر ، ولولا أن الكتاب أتى ليهدي الناس ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ، بفضل ربهم ، لما رأينا القرآن يعير سوى المؤمنين أية عناية.
من هنا ينبغي أن تعلم! أن الله سبحانه ورسوله ، وآل بيته الذين لم يختلفوا في القرآن ولم يخالفوه ، جميعاً يدعون إلى أمة واحدة ، هي أمة مبنية على الالتزام بمبادىء الإسلام ، أي على أساس عقائدي ، لا على أي أساس آخر.
هكذا نفهم من كلام الله وكلام رسوله وآل بيته ، لذلك عندما نأخذ في تناولنا هنا آل بيت النبيّ بحسب ما يقودنا إليه كلام الإمام ، فإن الذي لا ينبغي أن يظن ، أنهم شكلوا حزباً قبلياً ، أو اعتصموا بالطريقة الجاهلية في التعامل ، وإنما تدلّنا سيرتهم على أنهم باعدوا بين من لم يلتزم تعاليم الله تعالى ، أو خالفها ، وإن كان من خاصة نسبهم ، وقرّبوا من التزم بدين الله تعالى ، وإن كان من أبعد الأبعدين عنه.
والمراد من هذا أن عليّاً عليهالسلام لما أتى على ذكرهم ، لم يكن اتيانه هنا على أسس حزبية أو عشائرية ، حاشاه ، إنما جاءت موازنته ما بينهم وبين الناس فيما فضلهم الله به عليهم ، فهم بحسب تعبيره : « إنّا صنائع ربنا ، والناس صنائع لنا » (١) (٢).
__________________
١ ـ نهج البلاغة : كتاب ٢٨.
٢ ـ آل النبي أسراء احسان الله عليهم ، والناس أسراء فضلهم بعد ذلك.