الموجودات له سبحانه.
وبعد أن تبيّن لنا أنّ الدرجة الأُولى هي لله سبحانه في الولاية ، وأنّه حاكمها بالمطلق ، نجده يمنحها عزّ وجلّ لبعض من الذين خلقهم ، فمن يليق بهم أن تقترن ولايتهم بولايته سبحانه؟ فبعد أن حصرت ولاية الخلائق بالله سبحانه ، حمل الرسول صلىاللهعليهوآله هذه الرتبة كما حملها الذين آمنوا ، يقول تعالى : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) (١).
والجدير بالملاحظة هنا أنّ هذه الآية التي تصرّح بأن ولاية الناس لله ورسوله والمؤمنين ، هي الآية الوحيدة بهذا اللفظ في القرآن الكريم ، التي تشترك مع الله في هذه الرتبة من أختارهم لهذه الدرجة ، ونكون قد حصلنا على اعتبار الخطاب القرآني لهذه الدرجة ، وهو اعتبار يرسي دعائم البحث ، عن الذين تنبغي المعرفة بهم من الأولياء غير رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لأنّ الرسول مخصوص بالاسم ، أمّا الذين آمنوا فينبغي معرفتهم بما يحملون من صفات تمكن من تخصيصهم بعد ذلك بالاسم.
إنّنا حينما أشرنا إلى أنّ الإمامة تجمع تحت ظلها كل من الخلافة
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥.