التأثير ، تصل به إلى معرفة مرضية بالمعنى الحقيقي لوجوده والغاية من هذا الوجود ، وبذات المنطقة من المعرفة هذه سوف ينجذب باتجاه ملاذه الذي يدرك بالفطرة المصفاة أنه هو القادر على حمايته من أي سقوط ، مثلما يحميه من مغبة الغفلة عن هذا الذي بلغه من المعرفة ، وهذا الانجذاب مسربل بعناية إلهية ، وهي في هذه الهنيهة بالذات معنية بهدايته ، وإنما تكون هذه الهداية في النتيجة هي انكشافه على إمامه الذي يحمي كليته في هذه الحياة.
هذا ما يمكن أن نسميه الوصول الفطري إلى معرفة الإمام!
وهنالك منحىً آخر يمكن تناوله هنا ، ونحن نؤسس للتعرّف على الإمام في الماهية والمفهوم بمعناه الإنساني الكلي ، أي فوق الفئوي أو القومي والعرقي ، وسنجد بعدئذ بحول الله الموقع الذي يشغله علي بن أبي طالب عليهالسلام من هذه الدنيا برمتها ، والمنحى الآخر هو :
بعد أن تجوّلنا في أرجاء المعرفة النابعة من الفطرة المتجسمة بالعقل من الجوهر ، يمكن أن نقترح طريقة ثانية ، وهي جزء متوازن في الشخصية وموازي لذاك الجزء المتمثل بالطريق الذي يستسلم من خلاله المرء إلى جملة التراكمات التي تشكلت مع تقادم الزمن عن طريق الوعي الجماعي أو الفردي بخبرات متلاحقة متتابعة ، وقد