إن إبراهيم عليهالسلام صاحب رتبة إمامة الناس المجعولة من قبل الله تعالى ، وصاحب الخط الإسلامي غير ذي العوج ، وهو أحد أهم ما يمكن أن تقاس عليه معرفة المؤمنين الذين هم في الرتبة مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في مفهوم الولاية ، وكيف لنا أن نستدل على هذا؟
إنّ الطريق في الاستدلال بحاجة إلى التبصر في كتاب الله أوّلا ، فكتاب الله لا يأتي بالأُمور اعتباطاً ، بل هو ( يهدي للتي هي أقوم ) (١) ، وعند الحاجة الحقيقية إلى نصرته ، فهو يكفي من تولاه ، ولا يترك حاجته عند سواه.
هذا قانون ثابت بيّن من قوانين القرآن الكريم ، وهو دائم السيرورة ، أنظر كيف يوهن القرآن الكريم من أتخذ أولياء له غير الله في قوله تعالى : ( مثل الذين أتخذوا من دون الله أولياء ، كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) (٢).
الموازنة بين النور والظلمة
إذا كانت الفكرة قد استوت على جادتها ، واستقام لذي بصيرة مفادها ، فإنّ الإمامة عنت لدينا غاية الرجاء ، وبها تستقيم المعارف ،
__________________
١ ـ الإسراء : ٩.
٢ ـ العنكبوت : ٤١.