على الحفاظ عليها ، وتوافينا متابعة كلمات الإمام عليّ عليهالسلام بمزيد من الإيضاح هنا عند قوله : « ألا إن مثل آل محمد صلىاللهعليهوآله فيكم كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأرآكم ما كنتم تأملون » (١) ان اللطيف صانع الملكوت يعرف ما نأمل ، ويعرف الرجاء الخفي في أعماقنا ، فلا يكل أمر تطلعاتنا لسوى ( المثال ).
وعلى أساس كهذا نختم دلائلنا النهائية في مفهوم الإمامة ومعناها ، ونشير هنا إلى أنّ الدين الإسلامي بما هو ختام للأديان السماوية السالفة جميعاً ، قد أشبع مناورات النفس ومصارعاتها ، ليقول كلمة تفصل بين الحق والباطل في شرحه لمسيرة البشر وتبيينه لطرائق علاج ما يطرأ من مضر على السلوك السليم.
سوف يسأل سائل : وما هو السلوك السليم حتى يوازن ما بينه وبين المرض؟
وتجيبنا الأبحاث العلمية في مجالات السلوك الإنساني ، على هذا بالقول : إنّ تعلق الإنسان المفرط في أي من اللذائذ الغريزية يقود هذا المرء إلى هلاك من نوع ما.
__________________
١ ـ أنظر نهج البلاغة : الخطبة ٩٩.