مقدمة المؤلف
الكتب التي انصرف مؤلفوها نحو تناول شخصية الإمام علي بن أبي طالب بالدرس والتحليل كثيرة جداً ، والكتب التي ذهبت تتفحّص ما كتب حوله في التاريخ ، ليست فقط لدى المسلمين ، بل وعند سواهم من الديانات الأخرى أيضاً كثيرة ، كما أنّ الكتب التي اكتفت بالحديث عن فضائله ومنزلته وما قدمته للإسلام وللإنسانية جمعاء كثيرة.
وهذا لا يعني أنّ خزائن معرفته قد امتلأت ، ولا يعني أيضاً أن العالم لم يعدّ بحاجة إلى المزيد مما يكتب عنه ، بل على العكس ، إن الذي كتب عن الإمام عليّ عليهالسلام على كثرته وأهميته ، ما يزال يعاني من مساحات شاسعة من الفراغ الذي يبحث عمّن يشغله.
وإذا كانت الكتابات تصبو نحو الإحاطة الكلّية بهذا الرجل العظيم ; فإنها لم تتمكّن من ذلك لا لأنها قاصرة ، بل لأنه أمضى عمره الشريف مهتماً بالشؤون الدنيوية والأخروية في آن معاً ، وهذا ما لا يتوفر لكاتب أو باحث أو مؤرخ أن يحيط به أو يفعله! وإنما يأخذ