الالتقاء بالجاذب المحبب لديها ، يبلغ المرء مبلغاً يتمكن معه من الهداية.
هي تفويت فرصة صرف جهد النفس بغير ما طائل ، وعدم السير وراء أمور تبدو لها وكأنها غاية السعادة ، وكمال الطمأنينة ، وعند بلوغها تنكشف عن مخادعتها وعدم صدقها وسرابيتها ، فتصاب بخسران جميع الجهد والزمن الذي صرفته من أجلها ، وهذه الخيبة لها ذكر في مواطن عدة من كتاب الله تعالى ، منها قوله سبحانه : ( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) (١) ، في تصريح واضح يلفت انتباه الناس ، إلى أن فرص العمر الممنوحة قد لا تكون كبيرة.
لذلك لا تنبغي المغامرة بها في عدم البحث عن الغاية المرجوة منها ، أو الاستجابة والامتثال لدافع التعلق بالمثال ـ أي الإمام ـ وهذا الدافع رافق البشر منذ بدايات وعي الإنسان ، وهو الحافز الأشد توثباً في ملاك الدخول إلى عالم الهداية ، الذي يصدقه قوله تعالى : ( من يهد الله فهو المهتدي ) (٢) ، فالهداية بجميع أشكالها منوطة ببذل
__________________
١ ـ الكهف : ١٠٣ ـ ١٠٤.
٢ ـ الأعراف : ١٧٨.