فإذا كان الإبداع يجسد هذه الحركة المترامية الأطراف بين أزمنة الناس ، وهي تملك هذه القدرة على تمثيل هذه الحالة ، فإن أكثر ما يقربها من الحقيقة انتماؤها إلى ما يمكن أن نطلق عليه البعد الفطري في الإنسان.
إنّ هذه القوّة الموجودة في الأعماق والتي يشترك فيها أفراد هذا الجنس ، هي قوة ذات بعد فطري ، ولعل هذا البعد هو الذي يعوِّل عليه عندما يشتد البحث عن الهدف الذي تبحث عنه أو تنزع نحوه الميول والحاجات الدفينة في أعماق الناس.
وانّنا سوف نثير هنا في نفسية القارئ الكريم رغبة أو شهوة معرفة ما تؤول إليه حقيقته ، أياً كان الدين الذي يعتنقه ، أو المذهب أو التيار ، لأن الواقع الذي تجري وراءه هذه الفكرة ، هو مجال الإنسانية وليس مجال الفئوية أو الفردية.
ونحن سوف نعتمد على هذه القوة في السؤال عن ( ما هو الإمام ).
وبداية نقول أن هذه القوة مزوّدة بالقدرة على المعرفة التي تجتاز ظواهر الأشياء والنفاذ إلى ماهيتها ، فيما لو تشكلت غير آبهة بالشوائب ، وبمعنى آخر : فيما لو أمكن إزاحة ما يعلق فيها من