تعليم الناس الكيفية التي تنبغي فيها التعامل معها.
ما نزال نجري تأملاتنا في ما أعطاناه أمير المؤمنين من مفاتيح الدخول إلى عوالم هديه والتعرّف عليه.
فإذا سأل سائل عن الإكثار من متابعة كلماته.
فإنّ الإجابة تكون : إنّه بها وبكلام نبيّنا ووحي ربنا نعرف الطريق إلى نور الله ، ونعرف الطريق إلى مصداق الإمامة التي هي المنجاة ، والملاذ ، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية فإنّ الذي يقودنا إلى هذا الأمر ، هي ألوان التقريب والتأخير في تناول أوضاع العيش ، من لدن معلم رفع رسول الله صلىاللهعليهوآله شأنه عند قوله : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » (١) ، وعلى موازين الصراط تشهد الحقيقة انسيالها ، ويتأهّب لها المرء في الحياة الدنيا ، وهي بحسب المعلم الإمام « دار أولها عناء ، وآخرها فناء ، في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب ، من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن ساعاها فاتته ، ومن تعد عنها واتته ، ومن أبصر بها بصّرته ، ومن أبصر إليها أعمته » (٢).
__________________
١ ـ أنظر أمالي الصدوق : ٤٢٥ (٥٦٠) ، تاريخ ابن عساكر : ٤٢ / ٣٧٩.
٢ ـ نهج البلاغة : خطبة ٨١.