بكم كرائه الأُمور ، وحوازب الخطوب » (١).
إن الذي يدعو الإنسان إلى التفكّر في كلام الإمام ، ليس البحث عن أحقيته بالخلافة مثلما يظن ، أو عند انزاله الزعيم في الناس ، لكن الأمر مختلف ، فالذي أنجزه محمد صلىاللهعليهوآله من تركيز وترسيخ لمجمل رسالات الله تعالى ، واجتماع الأديان كلها دائرة الدين الإسلامي ، وإقامة البيّنة التي ختم الله تعالى فيها جميع الأديان ، لهي التي تلفت نظر الإنسان إلى الذي يبوح به الإمام عليّ عليهالسلام.
فهو العارف بكل شيء « علمني رسول الله ألف باب من العلم ، يفتح لي من كل باب ألف باب » (٢) وهو الذي عرف خفايا الكرامات التي استودعها الله أهلها ، فهو من رسول الله صلىاللهعليهوآله « كالصّنو من الصّنو ، والذراع من العضد » (٣).
وهو العارف الذي لا يخفي معرفته عن مأموميه بخاصة في شؤون حياتهم ، وإذا رغب الإنسان منا في الإطلاع على الكيفية التي يتعامل فيها الإمام علي عليهالسلام مع الحياة الدنيا ، فإنه سوف يقف على كون من المعارف لا تطال أطرافه همة ، ولا تصله عزيمة.
لننظر هنا على سبيل المثال طريقته عليهالسلام في التعامل مع الدنيا ، وفي
__________________
١ ـ المصدر نفسه : خطبة ٩٢.
٢ ـ أنظر : دلائل الإمامة لابن جرير الطبري : ٢٣٥ ، البحار للمجلسي : ٣٠ / ٦٧٢.
٣ ـ نهج البلاغة : كتاب ٤٥.