الفصل الثاني : بين الإمامة والقيادة
بعد أن اتضح لنا أنّ الإمام هدف تسعى نحوه الذات ، ينبغي لنا أن نفرق بين الأمرين التاليين ، لأنّ عدم الالتفات إلى الفوارق بينهما يعيق حركة الفكرة ، أو يحرفها عن مسارها الذي تسعى نحوه.
الأمر الأوّل :
أن لا ينفصل مفهوم الإمامة عن شمولية الإمام وأن لا يتجزأ هذا المفهوم ، وسنوضح ذلك فيما بعد.
الأمر الثاني :
التيقن من أنّ الإمام حاجة تسعى الذات البشرية نحوها بالفطرة ، لتلمس هديها بجميع أبعاده ، وليس يصح فيها العكس فيما نرى.
وبعد أن يتم هذا التفريق ، وتتم معرفة هذين الأمرين ، يمكننا أن نستوضح أبعاد كل منهما بحسب مقتضيات هذا المبحث.
أمّا عن الأمر الأوّل الذي يتناول ربط مفهوم الإمامة بمعناه الشمولي
فإنّ أقرب معادل نجده له هو ( المثال ) في المصطلح الفلسفي ، والمثال يساوي الكمال والغاية الأسمى التي تحدّد نزوع وسلوك