المقصود من وجوده ، فيتألق في السير نحو بعده الحقيقي ، الذي هو جوهر ذاته.
وهنا عند هذه النقطة تكمن أهمية معرفة الإمام ، بحسب ما جاء عن الإمام الرضا عليهالسلام في معرض وصفه للإمام ، انّه » معدن القدس والطهارة « معدن القدس والطهارة » (١).
ولا نخال أمراً أكثر عسراً وأكثر إيغالا في التشويش من ذاك الذي يجرف المرء نحو الشكل وينأى عن المضمون ، لذلك وجدنا هذا الجدل وهذا الصراع ـ إن صحت العبارة ـ حاصل بين من يعتبر أنّ الإمامة أمر دنيوي يمكن أن يقوم به ويتكفّل بتنفيذ مهماته شخص يتمتّع بصفات معينة أو قدرات أهّلته أن يتربّع على كرسيها ، حتى يدير شؤون الناس ويمارس زعامته وإمكاناته في رئاستهم ، وبين من يعتبرها شأناً إلهياً صرفاً يجعله في من يختار من عباده ، ولا يكون بعد ذلك من هدى واقعي بمخالفة هذا القانون.
والحديث الآن حول مفهوم الإمامة ، ثم نتحدث بعد ذلك عن ماهية الإمامة.
يرمز المفهوم عند المناطقة إلى ما ينتزعه الإنسان من الخارج من
__________________
١ ـ انظر : الكافي للكليني ١ : ٢٠٢ ، كتاب الحجّة.