القسم الثاني : الطريق إلى علي هو القرآن والنبي
والذي يجعل أمر الهداة منقطعاً إلى الله سبحانه ، إضافة إلى ما أوردناه جميعاً ، هو بالمقام الأول ما حدّث به رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمر به ـ والذي لا تنبغي المواربة فيه أو المحاكمة ـ هو أن كلامه صفو التنزيل ، أي : أن كل تقرير أو أمر أمر النبي صلىاللهعليهوآله الناس أن يأخذوه عنه هو فرض مثلما باقي العبادات ، وعلّة هذا قول الله سبحانه : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (١) ، فلا جدال في أنّ مصدر أوامر وتعليمات الرسول صلىاللهعليهوآله هي من عند الله ، والقرآن الكريم مليء بتوكيد هذا ولا حاجة بنا لأن نسرد الكلمات الإلهية التي ترفع شأن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتجعل من كلماته وحياً يوحى ، حتى نحتاج إلى تثبيت أن كلامه هو محض نور ، وأن مخالفته هي ليست فقط معصية ، وإنما إبطال للأعمال أيضاً إن كان هذا المخالف ينظر إلى نفسه على أنه ممن يتقربون إلى الله بعمل أو عبادة ، وعلة هذا قول الله
__________________
١ ـ الحشر : ٧.