سبحانه ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ) (١).
وفي الربط الناجز بين طاعة الله سبحانه ، وبين طاعة رسوله عليه وعلى آله أطيب الصلوات ، يمكن للمتأمل أن يلتقي مع علي عليهالسلام ابتداءً قبل أن ينطلق إلى التفصيلات ، وعند هذا الالتقاء سوف يجري النظر إلى متابعة الحاجة إليه ، بعد أن يغادر النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله إلى دار مقرّه ، وفيه عليهالسلام سوف يعرف متابعة طريق الله تعالى ممّا وراءه ، أولئك الهداة الذين سوف يجسّدون نور الله من بعد محمد صلىاللهعليهوآله وعليّ عليهالسلام ، لأنّ الطريق إلى الله بعد ذلك سوف لن يكون في مأمن بالنسبة للسالك عندما يولي وجهه قبلة سواها ، أي سوى التي قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فيها أنّها سفينة النجاة من ركبها نجى ومن تركها غرق (٢).
وقد فرغنا من أن النور والظلمة هما عنوانا البصيرة والعماء ، ووقفنا على أن الإنسان غير الداخل في نور الله مارق عن راية حقه ، وأن لهذه الراية حملة ، وأنّ هؤلاء الحملة هم أفرع شجرة النبوة ، ومصابيح هذا النور ، أئمة الناس وملاذهم ومنجاهم من أي سوء ، وإذا بُنيت مقاييس دخول الجنة وقبول الطاعة عند الله سبحانه على طاعته وطاعة رسوله ، فإن كل مخالفة إيلاج في الظلمة ، مفاد قوله
__________________
١ ـ محمد : ٣٣.
٢ ـ أنظر : مستدرك الحاكم : ٣ / ٣٦١ ( ٤٧٧٨ ) ، المعجم الأوسط للطبراني : ٤ / ١٠ ( ٥٥٣٦ ) ، وغيرها.