من يملك من المؤمنين والمؤمنات أن يختار رداً لقضاء الله ورسوله إذا اختارا شيئاً ، الله سبحانه يقرّر ذلك : ( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) (١) بهذه الآية المباركة تفهم كلمته بأن أهل البيت صنائع الله ، والذي يمعن الإمام في اظهاره هنا ، هو الوقوف في وجه من يرغب عن قضاء الله ورسوله ، لا عن تعصّب ، إنما تنفيذاً لحكمه ، والزاماً لغير الراضين.
وهو بعد ذلك يرفد الناس بالاطلاع عليهم مبتدأ بنفسه وبالدور الذي يضطلع به في الناس ، ويرجى الالتفات والتأمل هنا في أوضاع المخاطبين ، فهو يعبّر عن حال الدين بعد الفاصل بين قيادته للأمة « القيادة السياسية هذه المرة » وبين المسافة التي قطعتها الناس فيما تلا وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
يقول : « أيتها النفوس المختلفة ، والقلوب المتشتتة ، الشاهدة أبدانهم ، والغائبة عنهم عقولهم ، أظأركم على الحق وأنتم تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد هيهات أن أطلع بكم سرار العدل (٢) ، أو أقيم اعوجاج الحق.
اللهم إنّك تعلم أنّه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ، ولا
__________________
١ ـ الأحزاب : ٣٦.
٢ ـ أي ان اكشف ما عرف على العدل من الظلمة.