التماس شيء من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك ، فيأمن المظلومون من عبادك ، وتقام المعطلة من حدودك » (١).
الملاحظ بلا كثير عناء أن الإمام يوثق في الناس دور الأئمة من جهة ، ويظهر الوضع الذي آل إليه الدين بين الناس من جهة ثانية ، ويظهر أيضاً وهو الأكثر أهمية هنا بالنسبة لبحثنا ، أنه يشير إلى قيامه بأمر الله تعالى ، يعرف بحقيقة إمامته ، فهو لا يخرج للناس كي يتسلم زمام سلطة ولا ليتكسب أو يعتاش ويثري ، فهذا لم يعرف عنهم آل البيت عليهمالسلام ، لعدم حاجتهم إلى ذلك ، شأنهم شأن كل الهداة من رسل وأنبياء ، فغايتهم القيام بأمر الله ومحاولة ايصال الناس إليها ، ويتزعم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هذا الإظهار منذ نومه في فراش رسول الله ليلة هجرته صلىاللهعليهوآله إلى أن يسلّم في الناس عهده إلى ولده الإمام الحسن عليهالسلام.
ويدلّنا قوله هنا على أولية لحاقه لرسول الله صلىاللهعليهوآله يقول :
« لم يسبقني إلاّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بالصلاة » (٢).
هذا في تعريفه بنفسه في البداية ، ولم يترك أيضاً النهايات فحدّث الناس عما يأتي من ورائه في عدّة مواطن من خطبه ، نأخذ مثلا هنا هذا الشاهد ، يقول : « إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٣١.
٢ ـ المصدر نفسه.