أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله » (١).
ونلاحظ أنه عليهالسلام عندما يستخدم كلمة بعدي ، فإنه يشير ليس فقط إلى الحين من الزمان ، إنما يشير أيضاً إلى الموقف الذي تتخذه الناس ، فإن كان معه « وهو الذي يدور الحق معه حيث ما دار » (٢) فإن أصحاب هذا الموقف ظاهر فيهم الحق ، وإن كان سوى ذلك ، فإن الكلام هنا يفيد عكس الحق ، « فبعدي » تشير أيضاً إلى النهج إن استمر فهو لا خروج معه عن دين الله تعالى.
وهذا ينبغي أن يلتمس في الهداة من آل البيت عليهمالسلام ، فهو عليهالسلام يؤكد أنهم « عيش العلم ، وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ، وصامت ناطق » (٣).
ويعلّل الإمام وصفه لآل البيت بقوله : « نحن الشعار والأصحاب ، والخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمّي سارقاً » (٤).
بدون شك يصل المتأمّل للطريقة التي يظهر فيها الإمام حقيقتهم ،
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٤٧.
٢ ـ أنظر الاحتجاج للطبرسي : ١ / ١٩١.
٣ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٤٧.
٤ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٥٤.