أي الأئمة من آل البيت عليهمالسلام تنكشف له ظواهر يلج من خلالها إلى البواطن ، فالذي عرف عليّ عليهالسلام ، عرف أنه أصدق من نطق هو ورسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنه لم تأخذه في الحق لومه لائم ، وهنا يتابع وصفه وتعريفه بهم ، يقول :
« فيهم كرائم القرآن ، وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا » (٢).
وفي دمج هذه الخطبة مع قوله : « هم الذين يخبركم حكمهم من علمهم » ، نصل إلى أن حقيقتهم جميعاً واحدة ، ونقف عند قول رسول الله صلىاللهعليهوآله كذلك : « عليّ مني وأنا منه » (٢) ، ونعلم أن رسول الله لا ينطق عن هوى ، فتكون مع النتيجة الموضوعية أن أئمة الهدى من معدن واحد ، جميعاً أنبياء ورسل وأوصياء ، بدلالة الحق الذي اظهره الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوآله والإمام علي عليهالسلام كما تبيّن في عدّة مواطن.
وعندما يستخرج من نصوص الكتاب والسنة ، ذاك الفارق بين النور والظلمة ، ونقف على حقيقة النور ( البصيرة ) والظلمة ( العمى ) ، يترتب علينا التوجّه إلى الله ورسوله بأئمتنا الهداة ( المثل ) الذين ينبغي من أجل التعرّف على حقيقتهم ، أن نلج : نور الله من خلالهم ، ونخرج شرك الظلمات من حياتنا ، مستدلين على ذلك بقوله عليهالسلام : « بنا
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٥٤.
٢ ـ ورد مصدر هذا الحديث فيما سبق ، فراجع.