من الإتيان بها جميعاً.
والذي نرغب في قوله هنا ، هو أن استخدام مصطلح ( أمّة ) في القرآن الكريم ، يتراوح ما بين ( الفئة ) و ( الجماعة ) و ( الأفواج ) ويمكن تأطير كل تسمية من هذه الاسماء بعدّة آيات تدلّ عليها ، وقد أجرينا نموذجاً على ذلك.
ج ـ وهنالك احتمال آخر أفصحت عنه آيات كريمات أيضاً ، وهو إطلاق هذا المصطلح على أفراد بعينهم ، مثل قوله تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ) (١) وقد استخدمها المفسرون هنا ـ أي أمّة ـ بمعنى القدوة والمعلم ، وهي صفة من صفات إبراهيم ، وليست هي الجامعة لصفاته ، بل أنّ جامع صفاته هي في كونه ( المثال ) والمثال أمّة ، من الجذر اللغوي أمُّ الشي أصله ، ومن الآية الكريمة التي ركزت على إبراهيم عليهالسلام كمثال في قوله تعالى : : ( وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً ) (٢).
إن استخدام مصطلح ( أمّة ) فيما يخص إبراهيم هنا في الآية الأولى ، يقبل أن يستند على مصطلح ( إمام ) الذي أوردناه في الآية الثانية ، وهما يشتركان في جذر لغوي يفيد الأصل في الشي أو في الأمر ، وفي كلتا الآيتين ما يشير إلى بلوغه رتبة عالية هي مقام
__________________
١ ـ النحل : ١٢٠.
٢ ـ البقرة : ١٢٤.