لحشدها هنا.
ب ـ عندما يطلق القرآن هذا المصطلح على الجماعات بصفة عامة ، فإننا نلاحظ أنّه يطلقه على أكثر من مفهوم ، وفي الغالب يستعمله للتدليل على أنّ الأكثرية ليست ليّنة الرأي ، بمعنى أنّ أُممّاً تخلو وتزول وهي ليست على الهداية ، بحيث يمكننا أن نستنبط من خلال جملة من الآيات الكريمات فهماً يدلّ على أن الهداة دائماً قلة ، بل يمكن استدراج هذا لفهم وتضييقه لجعله منحصراً في نماذج معدودة وصولا به إلى أفراد بعينهم!
فعند استخدام مصطلح أمة استخداماً واسعاً ، فإنّ ذلك يقود إلى فهم الكثرة التي لا تخلو من غوغاء ، أي التي لا تسترشد لشعورها بالقوة جراء هذه الكثرة ، نرى ذلك مثالاً في قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء ) (١) ، أو ما جاء في قوله تعالى : ( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم ) (٢) ، وما ورد أيضاً في سورة الأحقاف في قوله تعالى : ( أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم ) (٣) ، والشواهد أيضاً في هذا الجانب أوسع
__________________
١ ـ الأنعام : ٤٢.
٢ ـ النحل : ٦٣.
٣ ـ الاحقاف : ١٨.