هذا ليس للحصر ، لكن الملاحظ من استخدام كلمة ( أمة ) هنا أنها أتت للتدليل على ( فئة ) ، ولهذه الفئة خواص بالإمكان التعرف عليها ، فهي تقترب تقريباً بمجموعها من مفهوم ( الفئة المؤمنة ) ففي الآية الأُولى : ( أمة قائمة يتلون آيات الله ) في التفريق بين الانتباه الذي قام عليه الإيمان ، وبين الغفلة التي يحياها من لم يبلغه ، أي الإيمان منهم ليسوا سواء و ( قائمة ) هنا بمعنى مستمرة ، أي لا تنقطع.
وفي الشاهد الثاني ، نجد الخطاب يتجه نحو قيام فئة ، أو الطلب لقيام فئة بالدعوة إلى الخير ، أي بإيقاظ الغافل وتوجيه جنانه نحو ( المثال ) ، كواجب من واجبات الهداة ، إن لم يكن جلّ واجبهم الذي ينبعث صادراً عن ذواتهم من غير انكفاء ، ( أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ).
وفي الشاهد الثالث : نلاحظ طلب إبقاء النعمة على من بلغت به مبلغاً بات يخاف على نفسه أن يمتحن بها ، بل وهو راغب في استمرارها في ذريته ، حيث يتضح ذلك الشعور الإنساني العميق ، شعور التعلق بالله تعالى والاستسلام له ، واستمرار هذا اليقين في الذرية التي تليه.
في هذه الشواهد الثلاثة التي استخدم القرآن الكريم فيها مصطلح الأمة نقف على شراكة فيما بينها ، وهي شراكة تفيد أنّ استخدامها للتعريف بفئة مؤمنة ، إضافة إلى شواهد أخرى لا يتسع المجال