رأس الحاكم ترفرف بالرحمة فإذا حاف [ أي ظلم ] وكّله الله إلى نفسه » (١) و « إذا كان الراعي ذئباً فالشاة من يحفظها » (٢).
هذه الأقوال وغيرها يركز عليهالسلام فيها على ضرورة أن يكون الإمام عادلا وأن لا يكون ظالماً.
أمّا عن بطانة الحاكم ، وأنّ عليه أن يختار هيئة استشارية صالحة وبطانة ناصحة قد قال الإمام عليّ عليهالسلام قولا لا أبلغ ولا أروع منه : « من فسدت بطانته كان كمن غص بالماء ، فإنه لو غص بغيره لأساغ الماء غصته » (٣).
أمّا عن خطورة منصب الحاكم ، وأنّه مما لا يحسد عليه لعظم المسؤولية ، فقد قال الإمام علي عليهالسلام : « صاحب السلطان كراكب الأسد : يُغبط بموقعه ، وهو أعلم بموضعه » (٤).
والحكومة كلمة مشتقة من الحكمة ، الحكمة معناها العقل المليء بالعلم والعمل ، فالإنسان الذي يتمتع بعقل سليم راجح وعلم وافر ولا يعمل بهما فلا يقال له حكيم ، فالحاكم عليه أن يكون عالماً وأن يعمل بما علمه الله تعالى ، وأن الأقوال التي ذكرناها عن الإمام عليّ عليهالسلام في شروط الحاكم الصالح ، تعني من جملة ما تعنيه أنه لا
__________________
١ ـ الكافي للكليني : ٧ / ٤١٠.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ، الحكم المنسوبة إليه : ٢٠ / ٣٠٠ ( ٤١٨ ).
٣ ـ المصدر نفسه : ٢٠ / ٣٠٨ ( ٥٢٦ ).
٤ ـ نهج البلاغة : قصار الحكم ٢٥٤.