والأشمل ، وهو الذي يمنح لهذا الاسم معناه.
لذلك عند إطلاق تسمية ( الإمام ) على الرجل الذي يتزعّم أو يقود نجدها لا تصلح لأن تبلغ مفهوماً! بمعنى أن الأمر هنا هو انطباق المصطلح على من يقوم بتنفيذ أمر ما ، وهذا لا يقود نحو تجريد الاسم وبلوغه المعنى الذي يتيح التعمق وبلوغ الحقيقة التي هي شي غير القيام بالفعل ، وسوف نجد مثالا على هذا في قول ابن حزم مثلا « إن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ، ويسوسهم بأحكام الشريعة التي أتى بها رسول الله صلىاللهعليهوآله » (١).
وينبغي علينا أن نفرق تماماً بين القائم بالعمل على أنّ هذا العمل أمر موكل إليه من قبل الناس ، لبراعته فيه وتمكنه وفق مؤهلات تملّكها ، أو سلطان خوله القيام عليه ، وبين الإمام بالمفهوم العميق الذي أورده الإمام الرضا عليهالسلام عند وصفه للإمام ، فهو لا يزجي إليه مهمة تكون ضمن إمكانات العاديين من الناس ، وإنْ اشتمل بالعرض عليها ، وإنّما هو يتعمق إلى جوهر الإمامة ، فيقول عليهالسلام : « الإمام عالمٌ لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة ، والنسك والزهادة ، والعلم والعبادة ... نامي العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عزّ وجلّ ،
__________________
١ ـ الفصل بين الملل والنحل لابن حزم ٤ : ٨٧.