إلى أمر آخر سواها ، كي لا يصاب الإنسان بتعدد العبادات ، أو بتعدد المعبودين ، فينحرف عن التوحيد الذي هو زبدة الرسالات السماوية.
ـ وحين يتبين لنا عدم التعلق بما هو غير ذلك ، وكي لا يتوهم المرء أنه يتبع رسولا بعدت المسافة الزمنية بينه وبينه ، فينحرف عن سواء المعرفة ، جعل الله سبحانه أئمة يهدون إليه.
ـ وإذا كنا قد اتخذنا من إبراهيم عليهالسلام نموذجاً لهذه الإمامة ، فلأن الآية المباركة حملت العهد على الإمامة وجعلتها شاملة للنبوة والخلافة (١) فيما يتطابق على المثال ، الذي يرغب الإنسان ـ مطلق الإنسان ـ في إدراك هديه.
ـ وعندي أنّ الإمام الذي يرفعه الله ويجعله قيماً ومركزاً يشع نوره على البشرية لا يختلف عن كتاب الله في شيء ، لاشتراكهما في حقيقة واحدة ، هي حقيقة الهداية ، لقوله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة ) (٢) والواسطة التي تجمع ما بين الكتاب والإمام ، هي جعل الله لهما ميزة النطق بالحق ، كقول الإمام عليّ عليهالسلام في القرآن الكريم : « هذا كتاب الله الصامت ، وأنا كتاب الله الناطق » (٣).
__________________
١ ـ أنظر : روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني ، الآلوسي : ١ / ٣٧٥ ، وما بعدها.
٢ ـ الأحقاف : ١٢.
٣ ـ أنظر : وسائل الشيعة للحر العاملي : ٢٧ / ٣٤ ( ٣٣١٤٧ ).