والمتشيعين لمعاوية وبني أُميّة الذين يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
وقد كشف أُولئك الذين يفسّرون الآية على غير تفسير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لها بأنّهم من المتزلّفين إلى الحكّام من الأمويين والعبّاسيين قديماً وحديثاً ، وبأنّهم من النواصب الذين يبغضون عليّاً ، وإن تستّروا بزي العلماء والفقهاء.
على أنّ العقل وحده يحكم بعدم شمول هذه الآية ، أعني ( إذهاب الرجس والتطهير ) لزوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
١ ـ فإذا ما أخذنا على سبيل المثال أُمّ المؤمنين عائشة التي تدّعي أنّها أحبّ أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إليه وأقربهم لديه ، حتّى إن باقي أزواج النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غِرنَ منها ، وبعثن للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ينشدنه العدل في ابنة أبي قحافة كما قدّمنا; لم تتجرّأ ولم يتجرّأ أحد من أنصارها ومحبّيها ولا من السّابقين أو من اللاّحقين أن يقول بأنّ عائشة كانت تحت الكساء يوم نزول الآية.
فما أعظم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في أقواله وأفعاله ، وما أعظم حكمته عندما حصر أهل بيته معه تحت الكساء ، حتى إنّ أُمّ المؤمنين أمّ سلمة زوجة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أرادت الدخول معهم تحت الكساء ، وطلبت ذلك من زوجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولكنّه منعها من ذلك وقال لها : « أنت إلى خير » (١).
____________
(١) تفسير الطبري ٢٢ : ١١ ، تاريخ دمشق ١٤ : ١٣٩ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٣٤٧ وقال محقّق الكتاب : حديث صحيح. ورواه الترمذي في الجامع ٦ : ١٧٤ ، ح ٣٨٧١ وقال : « حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب » وكذلك حكم الشيخ الألباني في صحيح الترمذي ٣٠٣٨ بصحة الحديث وفي