عليها عائشة ، فقالت لها : أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك ، فاستعاذتْ من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فطلّقها ، فجاء قومها إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا رسول الله إنّها صغيرة ، وإنّها لا رأي لها ، وإنّها خُدِعتْ فارتجِعْهَا ، فأبى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان أبوها قد قُتِلَ في يوم فتح مكّة ، قتله خالد بن الوليد بالخندمة.
وهذه الرواية تَدُلّنا بوضوح بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ما كان همّه من الزواج الصغر والجمال ، وإلاّ لما طلّق مُليكة بنت كعب ، وهي صغيرة وبارعة في الجمال ، كما تدلّنا هذه الرواية وأمثالها على الأساليب التي اتّبعتها عائشة في خداع المؤمنات البريئات ، وحرمانهن من الزواج برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقد سبق لها أن طلّقت أسماء بنت النّعمان لمّا غارت من جمالها وقالت لها : إنّ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له : أعوذ بالله منك. وهذه مليكة ، تُثير فيها حساسية مقتل أبيها ، وأنّ قاتله هو رسول الله وتقول لها : أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك!
فما كان جواب هذه المسكينة إلاّ أنّها استعاذت من رسول الله! وما عساها أن تقول غير ذلك ، والناس لا يزالون حديثي عهد بالجاهلية الذين يأخذون بالثأر ويعيّرون من لا يثأر لأبيه؟
بقي أن نتساءل ويحقّ لنا أن نتساءل : لماذا يطلّق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هاتين المرأتين البريئتين ، واللّتين ذهبتا ضحية مكر وخداع عائشة لهنّ؟
وقبل كلّ شيء لابدّ لنا أن نضع في حسابنا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم معصوم ، ولا يظلم أحداً ، ولا يفعل إلاّ الحقّ ، فلا بدّ أن يكون في تطليقهنّ حكمة يعلمها الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما أنّ عدم تطليق عائشة رغم أفعالها فيه ـ أيضاً