وإذا تركنا كلّ هؤلاء ، واعتمدنا فقط على سكّان المدينة من صحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّا نجزم بأنّ هؤلاء ـ أيضاً ـ ظهرتْ فيهم حسيكة النّفاق ، وحتّى المؤمنين منهم أغلبهم انقلب على عقبيه من أجل الخلافة.
وقد عرفنا فيما سبق من أبحاث أنّهم تآمروا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى وصيّه ، وعصوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أوامره التي أمرهم بها وهو على فراش الموت.
وهذه الحقيقة لا مفرَّ منها للباحثين عن الحقّ; إذ يصطدمون بها عند قراءة كتب التاريخ والسيرة النبويّة ، وقد سجّلها كتاب الله سبحانه بأجلى العبارة ، وأحكم الآيات بقوله تعالى :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) (١).
فالشّاكرون هم الأقلية من الصحابة الذين لم ينقلبوا ، وثبتوا على العهد الذي أبرموه مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يبدّلوا تبديلا.
وبهذه الآية الكريمة ومدلولها المحكم تسقطُ دعوى أهل السنّة : بأنّ الصحابة لا علاقة لهم بالمنافقين!!
ولو سلّمنا لهم جدَلا بذلك ، فإنّ هذه الآية الكريمة خاطبت الصحابة
____________
لمنهج ابن تيمية الذي ينكر الوقائع الصحيحة الثابتة نصرة لبني أُمية وأعداء آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ويوجّه السؤالين السابقين هنا ـ أيضاً ـ إلى عثمان الخميس وغيره لمعرفة موقفهم من هذين الصحابيين؟!.
(١) آل عمران : ١٤٤.