السنّة يرفعونهم إلى منزلة الأنبياء ، ولا يقبلون النقد في أيّ واحد منهم؟!
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرابع في باب الجاسوس والتجسّس من كتاب الجهاد والسير :
أنّ حاطب بن أبي بلتعة ، وهو من صحابة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بعث إلى المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد جيء بكتابه إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما هذا يا حاطب؟ فاعتذر للنبىّ بأنّه يريد حماية قرابته في مكّة ، وصدّقه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال عمرُ : يا رسول الله دعني أضربُ عُنقَ هذا المنافق! قالَ : إنّه شهد بدْراً ، وما يدريك لعلّ الله أن يكن قد اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم .. ( صحيح البخاري : ٤ : ١٩ ).
وإذا كان حاطب ، وهو من الرّعيل الأوّل من الصحابة الذين شهدوا بدراً يبعث بأسرار النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أعدائه من مشركي مكّة ، ويخون الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعذر حماية قرابته ، ويشهد عمر بن الخطّاب نفسه على نفاقه ، فكيف بالصحابة الذين أسلموا بعد الفتح أو بعد خيبر أو بعد حنين؟! وكيف بالطلقاء الذين استسلموا ولم يسلموا؟!
أمّا ما جاء في الفقرة الأخيرة من القول المنسوب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ الله قال لأهل بدر : « اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم ». فنترك التعليق عليه للقارئ اللّبيب.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه السادس في باب قوله : ( سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ