الْفاسِقِينَ ) من كتاب فضائل القرآن سورة المنافقين :
أنّ رجلا من المهاجرين كسح رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاريُّ : يا للأنصار ، وقال المهاجرىُّ : يا للمهاجرين ، فسمع ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « ما بال دعوى أهل الجاهلية »؟ قالوا : يا رسول الله كسح رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال : « دعوها فإنّها مُنِتنةٌ » ، فسمع بذلك عبد الله بن أُبي فقال : فعلوها! أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزُّ منها الأذلّ ، فبلغ النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقام عمر فقال : يا رسول الله دعني أضرب عنقَ هذا المنافق! فقال النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « دعْهُ لا يتحدّث النّاس أنّ محمّداً يقتُلُ أصحابَهُ ». ( صحيح البخاري : ٦ : ٦٥ ).
وهذا الحديث صريح في أنّ المنافقين كانوا من الصّحابة ، فقد أقرّ رسول الله قول عمر بأنّه منافق ، ولكن منعه من قتله حتّى لا يُقال بأنّ محمّداً يقتل أصحابَه ، ولعلّ الرّسول كان يعلم بأنّ أكثر أصحابه منافقون ، وإذا ما قتل كلّ المنافقين لم يبق من أصحابه عددٌ كثير ، فأين أهل السنّة من هذه الحقيقة المؤلمة التي تدحض مزاعمهم.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثالث في باب حديث الإفك من كتاب الشهادات :
أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من يعذرني من رجل بلغني أذاهُ في أهلي »؟ فقام سعدُ بن معاذ فقال : يا رسول الله أنا والله أعذرك منه ، إن كان من الأوس ضربنا عُنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك ، فقام سعد بن عبادة وهو سيّد الخزرج ، وكان قبل ذلك رجلا صالحاً ولكن