بالحجّ لا يُخلطُهم شيٌ ، فلمّا قدمنا أمرنا فجعلناها عُمرة وأنّ نحلَّ إلى نسائنا ، ففشتْ في ذلك القَالَةُ ، قالَ عطاء : قال جابر : فيروحُ أحدُنا إلى منى وذكَرُهُ يقطُرُ منيّاً ، فقال جابر بكَفِّهِ ، فبلغ ذلك النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقام خطيباً فقال : « بلغني أنّ أقواماً يقولون كذا وكذا ، والله لأنّا أبرُّ وأتقَى للّهِ منهم ... » ( صحيح البخاري ٣ : ١١٤ ).
وهذا نمط آخر من الصحابة الذين يعصُونَ أوامر رسول الله في الأحكام الشرعية ، وقول الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « بلغني أنّ أقواماً يقولون كذا وكذا » يدلّ على أنّ الكثير منهم رفضُوا أن يتحلّلوا لنِسائهم; بدعوى أنّهم يتنزّهون أن يروحوا إلى منى وذُكرانهم تقطرُ منيّاً!! وغاب عن هؤلاء الجهلة أنّ الله أوجب عليهم الغُسلَ والطّهارة بعد كلّ عملية جنسية ، فكيف يروحون إلى منى والمنىّ يقطرُ من ذكورهم؟ وهل هم أعلم بأحكام الله من رسول الله نفسه؟ أم هم أبرُّ وأتقى لله منه؟
ولا شكّ أنّ زواج المتعة ، أو ( متعة النّساء ) وقع تحريمها بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من طرف عمر من هذا القبيل ، فإذا كانوا في حياة النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يرفضون أوامرهُ بنكاح نسائهم أيّام الحجّ ، فلا يُستَغربُ منهم أن يمنعوا نكاح المتعة بعد وفاته ، تنزيهاً منهم لأنفسهم عمّا كان يأمر به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويعتبرون نكاح المتعة من قبيل الزنا ، كما يقول اليوم أهل السنّة بهذه المقالة!!
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرّابع في باب ما كان النبي يُعطي المؤلّفة قلوبهم من كتاب الجهاد والسير :
عن أنس بن مالك : إنّ رسول الله حين أفاء الله عليه من أموال هوازن