وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الخامس في باب غزوة الحديبية من كتاب المغازي :
عن أحمد بن إشكاب ، حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن العلاء بن المسيّب ، عن أبيه قال : لقيتُ البراء بن عازب رضي الله عنهما ، فقلت : طوبى لك صحبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبايعته تحت الشجرة!
فقال : يابن أخي إنّك لا تَدري ما أحدثنا بعدَهُ. ( صحيح البخاري ٥ : ٦٥ ).
لقد صدق البراء بن عازب ، فإنّ أغلب النّاس لا يدرون ما أحدث الصّحابة بعد وفاة نبيّهم صلىاللهعليهوآلهوسلم ; من ظلم وصيّه وابن عمّه وإبعاده عن الخلافة ، ومن ظلم ابنته الزّهراء وتهديدها بالحرق ، وغصب حقّها من النّحلة والإرث والخمس ، ومن مخالفة وصايا النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتبديل الأحكام التشريعية ، وحرق السنّة النبويّة ، وضرب الحصار عليها ، ومن أذيته صلىاللهعليهوآلهوسلم في لعن وقتل أهل بيته وإبعادهم وتشريدهم ، وإعطاء السلطة إلى المنافقين والفاسقين من أعداء الله ورسوله!!
نعم ، كلّ ذلك وغيره كثير ممّا أحدثوه من بعده ، وبقي مجهولا عند عامّة النّاس الذين ما عرفوا من الحقائق إلاّ ما أملته عليهم مدرسة الخلفاء التي تفنّنتْ في تبديل أحكام الله ورسوله باجتهادات شخصية سمّيت البدع الحسنة!!
وبهذه المناسبة نقول لأهل السنّة : لا تغترّوا يا إخوتَنا بالصُّحبة والصّحابة ، فها هو البراء بن عازب من الرّعيل الأول ، الذين بايعوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت الشجرة ، يقول لابن أخيه بلسان الحال : لا تغرنّك صحبتي ولا بيعتي