الله سبحانه بقوله : ( قُلْ مَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ).
وحتّى تعرف أيّها القارئ العزيز مدى احترامهم لهذه الصّلاة الّتي يحترمُها مسلموا العصر الحاضر أكثر منهم إليك هذه الرّواية :
أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثالث في باب ما جاء في الغرس من كتاب الوكالة :
عن سهل بن سعيد ( رضي الله عنه ) أنّه قال : إنّا كنّا نفرح بيوم الجمعة ، كانت لنا عجوزٌ تأخذ من أُصول سلق لنا كنّا نغرسُه في أربعائنا فتجعله في قدر لها ، فتجعل فيه حبّات من شعير لا أعلم إلاّ أنّه قال : ليس فيه شحمٌ ولا ودكٌ ، فإذا صلّينَا الجمعة زرناها فقرّبْتُه إلينا ، فكنَّا نَفْرَحُ بيوم الجمعة من أجل ذلك ، وما كنّا نتغذّى ولا نقيل إلاّ بعد الجمعة!! ( صحيح البخاري ٣ : ٧٣ ).
فهنيئاً مريئاً لهؤلاء الصّحابة الذين لا يفرحون بيوم الجمعة للقاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والاستماع لخُطبه ومواعظه ، والصّلاة بإمامته ، ولا بلقاء بعضهم البعض ، وما في ذلك اليوم من بركات ورحمات ، ولكنّهم يفرحونَ بيوم الجمعة من أجل طعام مخصوص أعدّته لهم عجوز ، ولو قال أحد المسلمين اليوم بأنّه يفرح بيوم الجمعة من أجل الطعام لأعتُبرَ من المسوّفين المهملين.
وإذا أردنا مزيداً من البحث والتنقيب ، فإنّنا سنجد الشّاكرين الذين مدحهم القرآن الكريم أقليّة لا يتجاوزُ عددهم الاثنى عشر رجلا ، وهؤلاء هم المخلصون الذين لم ينفضّوا إلى اللّهو والتجارة ويتركوا الصّلاة ، وهم أنفسهم الذين ثبتوا في الجهاد مع النبىّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في العديد من المواطن التي فرَّ منها بقيّة الصّحابة وولّوا مُدبرين.