____________
والطحاوي والسيوطي والمناوي والألباني وغيرهم ، وعليه فلا يوجد تضارب بين الرواية الواردة في صحيح مسلم وبين بقية الروايات الصحيحة الآمرة بالتمسّك بأهل البيت عليهمالسلام ; لأنّ رواية مسلم تذكّرنا بأهل البيت ولزوم محبتهم ، والرويات الأُخرى أمرتنا مضافاً على ذلك لزوم إتباع أهل البيت عليهمالسلام والأخذ عنهم ، وهذا كما لو قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لشخص : أُحبّ علياً ، ثمّ قال له : اتبع علياً ، فهنا أيضاً لا تنافي بين القولين; لأنّ الأمر الثاني مشتمل على الأمر الأول وزيادة ، فالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرنا بحبّ أهل البيت ، وأمرنا باتباع أهل البيت عليهمالسلام ، وعليه فيكون الأمر الثاني شاملاً للأمر الأوّل وزيادة ، ويجب العمل به عند العلماء ، وهذا يعرفه أصاغر الطلبة فضلاً عن العلماء.
وإن احتجّ أحدٌ بأننا نتمسّك برواية مسلم ونطرح بقية الروايات الواردة في غير صحيح مسلم.
قلنا : هذا خطأ كبير وطعن في بقية الروايات والمصادر المخرجة لها ، وهذا من الجهل الفظيع ، قال الشيخ الألباني في صحيحته ١ : ٨٥١ ح ٤٧٤ ردّاً على سعيد الأفغاني في تضعيفه لحديث « أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب » قال : « يظنّ الأستاذ الصديق أنّ إهمال أصحاب الصحاح لحديث ما إنّما هو لعلّة فيه ، وهذا خطأ بيّن عند كلّ من قرأ شيئاً من علم المصطلح وتراجم أصحاب الصحاح ، فإنّهم لم يتعمّدوا جمع كلّ ما صحّ عندهم في صحاحهم ، والإمام مسلم منهم قد صرّح بذلك في صحيحه كتاب الصلاة ، وما أكثر الأحاديث التي ينصّ الإمام البخاري على صحتها أو حسنها ممّا يذكره الترمذي عنه في سننه ، وهو لم يخرجها في صحيحه ».
فإذاً ، عدم ذكر مسلم للحديث بلفظ التمسّك بهما لا يعني عدم صحته ، كما أوضح الشيخ الألباني ذلك.
وثالثاً : هناك قاعدة معروفة في علم الحديث لا تخفى على طالب علم ابتدأ