في كلّ ما يفعل ويقول ، وخالفه علي بن أبي طالب وأهل البيت الذي لا يعملون إلاّ بأوامر سيّدهم رسول الله صلّى الله عليه وعليهم ، ولا يبغون عنها بدلا ، وإذا كانت كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار ، فما بالك بالّتي جُعلتْ لتُخالف أحكام النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم!!
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الخامس في باب غزوة زيد بن حارثة من كتاب المغازي ، عن ابن عمر ... قال :
أمَّرَ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أُسامة على قوم فطعنوا في إمارته ، فقال : « إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتُم في إمارة أبيه من قبله ، وأيم الله لقد كان خليقاً للإمارة ، وإن كان من أحبّ النّاس إلَىَّ ، وإنّ هذا لمن أحبّ النّاس إلىَّ بعده » ( صحيح البخاري ٥ : ٨٤ ).
وهذه القصّة ذكرها المؤرّخون بشيء من التفصيل ، وكيف أنّهم أغضبوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى لعن المتخلّفين عن بعث أُسامة ، وهو القائد الصغير الذي لم يبلغ عمره سبعة عشر عاماً ، وقد أمّره النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على جيش فيه أبو بكر ، وعمر ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وكلّ وجوه قريش ، ولم يعيّن في ذلك الجيش علي بن أبي طالب ، ولا أحداً من الصّحابة الذين كانوا يتشيّعون له.
ولكن البخاري دائماً يقتصر الحوادث ويبتر الأحاديث حفاظاً على كرامة السّلف الصّالح من الصّحابة!! ، ومع ذلك ففيما أخرجه كفاية لمن أرادَ الوصول إلى الحقّ.
وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثّاني في باب التنكيل لمن أكثر