حِزْبُ اللّهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ ) (١).
صدق الله العلي العظيم
ولا يفوتني في هذا الصّدد أن أُسجّل بأنّ الشيعة هم على حقّ لأنّهم لا يُلقون بالمودَة إلاّ لمحمّد وأهل بيته ، وللصحابة الذين ساروا على نهجهم ، وللمؤمنين الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدّين. وغير الشيعة من المسلمين يُلقون بالمودّة لكلّ الصّحابة أجمعين ، غير مبالين بمن حادّ الله ورسوله ، وعادةً هم يستدلُّون بقوله تعالى : ( ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غلا لِلَّذِينَ آمَنُوا ربَّنَا إنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) (٢).
فتراهم يترضّون على علىّ ومعاوية ، غير مبالين بما ارتكبه هذا الأخير من أعمال أقلّ ما يقال فيها : إنّها كفرٌ وضلال ومحاربة لله ورسولَهُ ، وقد ذكرتُ فيما سبق تلك الطريفة التي لا بأس بتكرارها ، وهي أنّ أحَد الصالحين زار قبرَ الصّحابي الجليل حجر بن عدي الكندي ، فوجَدَ عنده رجُلا يبكي ويُكثر البكاء ، فظنّه من الشيعة فسأله : لماذا تبكي؟ أجاب : أبكي على سيّدنا حجر رضي اللّهُ تعالى عنه!
قال : ماذا أصابه؟
أجاب : قَتلَهُ سيّدنا معاوية رضي الله تعالى عنه!
قال : ولماذا قتَلَهُ؟
أَجاب : لأنّه امتنع عن لعن سيّدنا علي رضي الله تعالى عنه!
____________
(١) المجادلة : ١٤ ـ ٢٢.
(٢) الحشر : ١٠.