فقال له ذلك الصّالحُ : وأنا أبكي عليكَ أنتَ رضي الله تعالى عَنْكَ!!
فلماذا هذا الإصرار والعناد على مودَة كلّ الصّحابة أجمعين حتّى نراهم لا يصلّون على محمّد وآله إلاّ ويُضيفون وعلى أصحابه أجمعين ، فلا القرآن أمرَهم بذلك ، ولا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طلب منهم ذلك ، ولا أحدٌ من الصّحابة قال بذلك ، وإنّما كانت الصّلاة على محمّد وآل محمّد كما نزل بها القرآن ، وكما علّمها لهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وإن شككْتُ في شيء فلا ولن أشكَّ في أنّ الله طلب من المؤمنين مودّة ذي القربى وهم أهل البيت ، وجعلها فرضاً عليهم كأجر على الرسالة المحمّدية ، فقال تعالى :
( قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى ) (١).
وقد اتّفق المسلمون بلا خلاف على مودّة أهل البيت عليهم الصّلاة والسّلام واختلفوا في غيرهم ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « دع ما يريبُك إلى ما لا يُريبُكَ » (٢).
وقولُ الشيعة في مودّة أهل البيت ومن تبعهم لا ريب فيه ، وقولُ أهل السنّة والجماعة في مودّة الصّحابة أجمعين فيه ريبٌ كبير ، وإلاّ كيف يُلقي المسلمُ بالمودّة إلى أعداء أهل البيت عليهمالسلام وقاتليهم ويترضّى عنهم؟! أليس هذا هو التناقض المقيت؟
____________
(١) الشورى : ٢٣.
(٢) مسند أحمد ١ : ٢٠٠ وصرّح محقق المسند الشيخ أحمد شاكر بصحته ، صحيح البخاري ٣ : ٤ كتاب البيوع ، باب تفسير المشبهات نقلها بعنوان مقولة لحسان بن أبي سنان.