ودع عنك قول أهل الشطحات ، وبعض المتصوّفة الذين يزعمون أن الإنسان لا يصفى قلبه ، ولا يعرف الإيمان الحقيقي إلاّ عندما لا يبقى في قلبه مثقال ذرة من بُغض لعباد الله أجمعين; من يهود ونصارى وملحدين ومشركين ، ولهم في ذلك أقوال عجيبة وغريبة يلتقوا فيها مع المبشّرين من رجال الكنيسة المسيحيين ، الذين يُموّهوا على النّاس بأنّ اللّهَ محبّة والدّين محبّة ، فمن أحبّ مخلوقاته فليس له حاجة بالصّلاة والصّوم والحج وغير ذلك!!
إنّها لعمري خزعبلاتٌ لا يقرّها القرآن والسنّة ولا العقل ، فالقرآن الكريم يقول : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) (١).
ويقول : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْض وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ إنَّ اللّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (٢).
وقال تعالى : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإخْوَانَكُمْ أوْلِيَاءَ إنِ اسْتَحَبُّوا الكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٣).
وقال أيضاً : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ ) (٤).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا يتمّ إيمان المؤمن حتّى يكون حبّه في الله وبغضه في الله ».
____________
(١) المجادلة : ٢٢.
(٢) المائدة : ٥١.
(٣) التوبة : ٢٣.
(٤) الممتحنة : ١.