« يا أبا ذر ، إنّك غضبت لله فارج من غضبتَ لهُ ، إنّ القومَ خافوك على دنياهم وخفتَهُم على دينك ، فاترك في أيديهم مَا خَافوك عليه ، واهرب منهم بما خِفتَهُم عليه ، فَما أحوجهم إلى ما منعتهم ، وما أغناك عمّا منعوك ، وستعلم من الرابحُ غداً والأكثر حُسَّداً ، ولو أنّ السّماوات والأرضين كانت على عبد رتْقّاً ثم اتّقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً ، ولا يُؤْنِسَنَّك إلاّ الحقُّ ، ولا يُوحشَنَّكَ إلاّ الباطِلُ ، فلو قبِلتَ دنياهم لأَحبُّوك ، ولو قرضت منها لأَمنوك » (١).
وقال عليهالسلام في المغيرة بن الأخنس ، وهو ـ أيضاً ـ من أكابر الصّحابة : « يابن اللّعين الأبتر ، والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع ، والله ما أعزّ الله من أنتَ ناصِرُهُ ، ولا قامَ منْ أنتَ مُنْهِضُهُ ، اخرج عنّا أبعد الله نواكَ ، ثمَّ أبلغْ جهدَكَ فلا أبقَى الله عليك إنْ أبقيت » (٢).
وقال عليهالسلام في طلحة والزّبير الصّحابيين الشهيرين اللذين حارباه بعدما بايعاه ونكثا بيعته :
« والله ما أنكروا عليّ مُنكراً ، ولا جعلوا بيني وبينهم نصَفاً ، وإنّهم ليطلبون حقّاً هُمْ تركوه ، ودَماً هُمْ سفكُوهُ ... » (٣).
« وإنّها للفئة الباغية فيها الحِمَا والحُمَّةُ ، والشبْهةُ المُغْدِقَةُ ، وإنّ الأمر لواضحٌ ، وقد زاح الباطلُ عن نصابه ، واقطع لسانُه عن شغبهِ ...
____________
(١) نهج البلاغة ٢ : ١٣ ، الخطبة ١٣٠.
(٢) نهج البلاغة ٢ : ١٨ ، الخطبة ١٣٥.
(٣) نهج البلاغة ١ : ٥٩ ، الخطبة ٢٢.