فأقبلتُمْ إلي إقبال العوذِ المطافيل على أولادها ، تقولون : البيعةَ البيعةَ ، قبضْتُ كفِّي فبسطتُموها ، ونازعتكم يدي فجاذبتموها.
اللّهمّ إنّهما قطعاني وظلماني ، ونكثا بيعتي ، وأَلَّبَا النَّاسَ علىَّ ، فاحلُلْ ما عقَدَا ، ولا تُحكم لهما مَا أبرما ، وأرِهمَا المسَاءَة فيما أَمَّلاَ وعَمِلاَ ، ولقد استتبْتُهُمَا قبل القتال ، واستأنيتُ بهما أمَامَ الوقاعِ ، فغَمَطَا النّعمة ، وردَّا العَافيةَ » (١).
وفي رسالة منه إليهما أيضاً :
« فارجعا أيها الشيخان عن رأيكما ، فإن الآن أعظمُ أمركما العارُ من قبل أن يجتمع العارُ والنارُ ، والسلام » (٢).
وقال عليهالسلام في مروان بن الحكم ، وقد أسره في حرب الجمل ثمّ أطلق سراحه ، وهو من الذين بايعوا ونكثوا البيعة :
« لا حاجة لي في بيعتِهِ ; إنّها كـفٌّ يهوديّة ، لو بايعني بكفَّهِ لغَدَرَ بسبَّتِهِ ، أَمَا إنّ لَهُ إمْرَةٌ كلعقةِ الكلْبِ أَنْفَهُ ، وهو أبو الأكبش الأربعة. ، وستلقَى الأُمَّةُ منْهُ ومِنْ ولَدِهِ يوماً أحْمَرَ » (٣).
وقال عليهالسلام في الصّحابة الذين خرجوا مع عائشة إلى البصرة في حرب الجمل ، وفيهم طلحة والزبير :
« فخرجوا يجرّون حُرمَةَ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما تُجرُّ الأمة عند شرائِهَا ،
____________
(١) نهج البلاغة ٢ : ٢١ ، الخطبة ١٣٧.
(٢) نهج البلاغة ٣ : ١١٢ ، الخطبة ٥٤.
(٣) نهج البلاغة ١ : ١٢٣ ، الخطبة ٧٣.