متوجّهين بها إلى البصرة ، فحبسَا نساءهُما في بُيوتهما وأبْرزَا حبيس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لهُما ولغيرهما ، في جيش ما منهم رجلٌ إلاّ وقد أعطاني الطاعة ، وسمح لي بالبيعة طائعاً غير مكره.
فقدِمُوا على عاملي بها ، وخُزّان بيت مال المسلمين وغيرهم من أهلها ، فقتلوا طائفة صبراً ، وطائفة غدْراً ، فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين إلاّ رجلا واحداً متعمدين لقتله بلا جُرم جرّهُ ، لحلّ لي قتل ذلك الجيش كلّه إذْ حضروه فلم ينكروا ولم يدفعوا عنه بلسان ولا يد ، دع ما أنّهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدّة التي دخلوا بها عليهم » (١).
وقال عليهالسلام في عائشة وأتْباعها من الصّحابة في حرب الجمل :
« كنتُمْ جند المرأةِ ، وأتباعَ البهيمة ، رغا فأجبتُمْ ، وعَقَر فهربتُم ، أخلاقُكم دقاقٌ ، وعهدُكم شقاقّ ، ودينكم نفاقٌ » (٢).
« أمّا فلانة فأدركها رأيُ النّساء ، وضغنٌ غَلا في صدرها كمرجَلِ القين ، ولو دُعيتْ لتَنال من غيري ما أتتْ إلىّ لم تفعَلْ ، ولها بعدُ حُرمتُها الأُولى ، والحسابُ على الله تعالى » (٣).
وقال عليهالسلام في قريش عامّة ، وهم صحابة بلا شكّ :
« أمّا الاستبدادُ علينا بهذا المقام ونحنُ الأعلونَ نسباً ، والأشدّونَ برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نَوْطاً ، فإنّها كانت أَثَرَةٌ شَحّتْ عليها نفوس قوم ، وسخت عنها
____________
(١) نهج البلاغة ٢ : ٨٦ ، الخطبة ١٧٢.
(٢) نهج البلاغة ١ : ٤٥ ، الخطبة ١٣.
(٣) نهج البلاغة ٢ : ٤٨ ، الخطبة ١٥٦.