قال ابن الزبير : فما كان عمر يُسمِعُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد هذه الآية حتّى يستفهمَه ، ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر.
كما أخرج البخاري في صحيحه في الجزء الثامن صفحة ١٤٥ من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ، باب ما يكره من التعمّق والتنازع ، قال : أخبرنا وكيع ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : كاد الخيّران أن يَهلكا أبو بكر وعمر; لما قدم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وفْدُ بني تميم ، أشار أحدُهما بالأقرع ابن حابس التميمي الحنظلي أخي بني مُجَاشِع ، وأشارَ الآخرُ بغيره ، فقال أبو بكر لعمر : إنّما أردتَ خلافِي ، فقال عمر : ما أردتُ خلافكَ ، فارتفعت أصواتُهما عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فنزلت : ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أنْ تَحْبَطَ أعْمَالُكُمْ وَأنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ اُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأجْرٌ عَظِيمٌ ) (١).
قال ابن أبي مليكة : قال ابن الزبير : فكان عمر بعدُ ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر إذا حدّث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بحديث حدّثه كأخي السرار لم يُسمعه حتّى يستفهمه.
كما أخرج البخاري في صحيحه من الجزء الخامس صفحة ١١٦ من كتاب المغازي ـ وفد بني تميم قال : حدّثنا هشام بن يوسف ، أنّ ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي مليكة ، أنّ عبد الله بن الزبير أخبرهم أنّه قدم ركبٌ من بني تميم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال أبو بكر : أمرِّ القعقاع بن معبد بن زرارة ،
____________
(١) الحجرات : ٢ ـ ٣.