____________
(٥) شهادة بعض الصحابة بكون فدك لفاطمة ، وهم : عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهمالسلام ، وأُم أيمن ، وغيرهم ، هذا مضافاً إلى ادّعاء فاطمة ذلك وهي معصومة لا تكذب ، وقد أقرّها عليّ عليهالسلام وابناها المعصومون على ذلك.
لا يقال : ليس من العدل أن يعطي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فدك لفاطمة دون سائر بناته؟
لأنّنا نقول :
أولا : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم معصوم ولا يفعل القبيح ولا يظلم أحداً.
ثانياً : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم امتثل أمر الله تعالى في إعطاء فدك لفاطمة ، ورد في الكافي ١ : ٥٤٣ ح ٥ عن موسى بن جعفر عليهالسلام أنّه قال للمهدي العباسي بخصوص فدك لما كان يردّ المظالم : « فدعاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لها : يا فاطمة إنّ الله أمرني أن أدفع إليك فدك ، فقالت : قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك » ولا اعتراض على فعل الله تعالى.
ثالثاً : لا نسلّم أن يكون لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنات غير فاطمة عليهاالسلام والباقي ربائب ، كما حقّق في محلّه.
رابعاً : لو سلّمنا جدلا أنّهنّ بناته ، ولو سلّمنا أيضاً أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي أعطى فدك لفاطمة من تلقاء نفسه ، فنقول : كان ذلك لعلم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنّ ذريته ستكون من فاطمة دون سائر بناته ، فكيف لا يهتم بشؤونهم ويدعهم عيال على الناس يتصدّقون متى شاؤوا؟ أفمن العدل تركهم هكذا؟! ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الذي منع سعد بن أبي وقاص أن يتصدّق بثلُثَي ماله وقال له : « إنّك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس » ( صحيح البخاري ٢ : ٨٢ ) والطريف أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عبّر بقوله : « ورثتك » ولم يكن لسعد إلاّ ابنة واحدة ، ولذا قال الفاكهي شارح العمدة ـ كما في نيل الأوطار للشوكاني ٦ : ١٥٠ ـ : « إنّما عبّر صلىاللهعليهوآلهوسلم بالورثة; لأنّه اطلع على أنّ سعداً سيعيش ويحصل له أولاد غير البنت المذكورة ... ».
خامساً : لقد نحل أبو بكر ابنته عائشة دون سائر ولده ، وكذلك فعل عمر حيث