رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطاها فدك نحلة في حياته ، فليس هي من الإرث ، وعلى فرض أنّ الأنبياء لا يورّثون ، كما روى أبو بكر ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ; كذّبتْه فاطمة الزّهراء عليهاالسلام ، وعارضت روايته بنصوص القرآن الذي يقول : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) (١) فإنّ فدك لا يشملها هذا الحديث المزعوم; لأنّها نحلة وليست هي من الإرث في شيء.
ولذلك تجد كلّ المؤرّخين والمفسّرين والمحدّثين يذكرون بأن فاطمة عليهاالسلام ادّعت بأنّ فدك ملك لها ، فكذّبها أبو بكر وطلب منها شهوداً على دعواها ، فجاءت بعلي بن أبي طالب ، وأُمّ أيمن ، فلم يقبل أبو بكر شهادتهما واعتبرها غير كافية (٢).
____________
(١) النمل : ١٦.
(٢) اعطاء فدك لفاطمة عليهاالسلام رواه كلّ من أبي يعلى في مسنده ٢ : ٣٣٤ ، والحسكاني في شواهد التنزيل ١ : ٤٣٨ بطرق متعدّدة ، والسيوطي في الدر المنثور عن البزار وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن مروديه ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٣ : ٧٦٧ ح ٨٦٩٦ ، والقندوزي في ينابيع المودة ١ : ٣٥٩ وغيرهم.
ويدلّ على أنّ فدك كانت بيد فاطمة عليهاالسلام اُمور :
(١) قول علي عليهالسلام في كتابه لعثمان بن حنيف : « بلى كانت في أيدينا فدك ... » ( نهج البلاغة ٣ : ٧١ ، الكتاب ٤٥ ).
(٢) الأحاديث التي وردت في إعطاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فدكاً لفاطمة عليهاالسلام.
(٣) ما ورد في الأخبار من ردّ فدك لبني هاشم ممّا يدلّل على أنّها كانت بيدهم ثمّ أُخذت ثمّ رُدت.
(٤) ما ورد في الاختصاص للشيخ المفيد : ١٨٣ من أنّ ابا بكر بعث إلى وكيل فاطمة عليهاالسلام فأخرجه من فدك.