قال : « التقية ديني ودين آبائي » ، وأنتم فرقة يهودية أسّسها عبد الله بن سبأ اليهودي.
قلتُ لهم مبتسماً : دعونا من الشيعة ، وتكلّموا معي أنا شخصياً ، فقد كنتُ مالكياً مثلكم ، واقتنعتُ بعد بحث طويل بأنّ أهل البيت هم أحقّ وأولى بالاتّباع ، فهل عندكم حجّة تجادلوني بها ، أو تسألوني ما هو دليلي وحجّتي عسى أن نفهم بعضنا بعضاً؟
قالوا : أهل البيت هم نساء النبي وأنت لا تعرف من القرآن شيئاً.
قلت : فإنّ صحيح البخاري وصحيح مسلم يُفيدان غير ما ذكرتم!
قالوا : كلّ ما في البخاري ومسلم وكتب السنّة الأُخرى من حجج تحتجّون بها هي من وضع الشيعة دسّوها في كتبنا.
أجبتهم ضاحكاً : إذا كان الشيعة وصلوا للدّس في كتبكم وفي صحاحكم فلا عبرة ولا قيمة لها ، ولا لمذهبكم القائم عليها!! فسكتوا وأفحموا ، ولكنّ أحدهم عَمَدَ إلى التهريج والإثارة من جديد فقال : من لا يؤمن بخلافة الخلفاء الراشدين : سيّدنا أبي بكر ، وسيّدنا عمر ، وسيّدنا عثمان ، وسيّدنا علي ، وسيّدنا معاوية ، وسيّدنا يزيد رضي الله عنه وأرضاه ، فليس بمسلم!
ودهشت لهذا الكلام الذي ما سمعتُ مثله في حياتي ، وهو تكفير من لا يعتقد بخلافة معاوية وابنه يزيد ، وقلتُ في نفسي : معقول أن يترضّى المسلمون على أبي بكر وعمر وعثمان فهذا أمرٌ طبيعي ، أمّا على يزيد فلم أسمع ذلك إلاّ في الهند. والتفتُّ إليهم جميعاً أسألهم : أتوافقون هذا على رأيه! فأجابوا كلّهم : نعم.
وعند ذلك عرفتُ بأن لا فائدة في مواصلة الكلام ، وفهمتُ بأنّهم إنّما