يريدون إثارتي حتّى ينتقموا منّي ، وربّما يقتلوني بدعوى سبّ الصحابة فمن يدري؟
ورأيتُ في أعينهم شرّاً ، وطلبتُ من مرافقي الذي جاء بي إليهم أن يُخرجني فوراً ، فأخرجني وهو يتحسّر ويعتذر إلىَّ على ما وقع.
وهذا الشخص البريء الذي كان يرمي من وراء هذا اللقاء أن يتعرّف على الحقيقة هو الشاب المهذّب شرف الدين ، صاحب المكتبة والمطبعة الإسلامية في بومباي ، فهو شاهد على كلّ ما دار بيننا من هذه المحاورة المذكورة ، ولم يُخفِ استياءه من هؤلاء الذين كان يعتقد بأنّهم من أكبر العلماء.
وغادرتهم وأنا ساخط متأسّف على ما وصلت إليه حالة المسلمين ، وخصوصاً الذين يتزعّمون مراكز الصدارة ويتسمّون بالعلماء ، وقلتُ في نفسي : إذا كان العلماء بهذه الدرجة من التعصّب الأعمى ، فكيف يكون عامة النّاس وجهّالهم؟!
وعرفتُ عندئذ كيف كانت تقوم المعارك والحروب التي تسفك فيها الدماء المحرّمة ، وتُهتك فيها الأعراض والحُرمات باسم الدفاع عن الإسلام ، وبكيتُ على مصير هذه الأُمة التّعيسة المنكوبة التي حمّلها الله سبحانه مسؤولية الهداية ، وحمّلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً مسؤولية إيصال النور إلى القلوب المظلمة ، فإذا بها تصبح بحاجة إلى بصيص من النّور.
وفي وقت يكون فيه في الهند وحدها سبعمائة مليون نسمة يعبدون غير الله تعالى ، ويقدّسون البقر والأصنام والأوثان ، وبدلا من أن تتوحّد جهود المسلمين لهدايتهم وإرشادهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور حتى