يُسلموا لربّ العالمين ، نرى أنّ المسلمين اليوم وخصوصاً في الهند هم بحاجة إلى الهداية والتصحيح.
لهذا سيّدي أرفع كتابي إليكم داعياً إيّاكم باسم الله الرحمن الرحيم ، وباسم رسوله الكريم ، وباسم الإسلام العظيم ، ولقوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (١) أدعوكم أن تقفوا وقفة المسلم الشجاع الذي لا يخشى في الله لومة لائم ، ولا تأخذه العصبية ولا الطائفية إلى حيث يحبّ الشيطان وأولياءه.
أدعوكم لوقفة مخلصة وصريحة ، فأنتم من الذين حمّلهم الله المسؤولية مادمتم تتكلّمون باسم الإسلام في تلك الربوع ، فلا يرضى الله منكم أن تقفوا وقفة المتفرّج الراضي بما يقعُ هنا وهناك من مآس ، يدفع ثمنها الأبرياء من المسلمين سنّة وشيعة ، والله سائلكم يوم القيامة عن كلّ صغيرة وكبيرة ، ومحاسبكم عن كلّ شاردة وواردة; لأنّه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم |
|
وتأتي على قدر الكرام المكارم |
ومادمتم تتزعّمون علماء الهند ، فمسؤوليتكم عظمى لا شكّ فيها ، وكلمة منكم قد يكون فيها صلاح الأُمّة في الهند ، كما قد يكون فيها هلاك الحرث والنسل ، فاتقوا الله يا أُولي الألباب!
وبما أنّ الله سبحانه أعطى للعلماء المرتبة الأُولى بعد الملائكة ، فقال عزّ
____________
(١) آل عمران : ١٠٣.