الصّحابة ومعهم كلّ المسلمين ، إذا لم يُصلّوا على محمّد وآل محمّد ، الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم ، كما جاء ذلك في صحاح أهل السنّة من البخاري ومسلم (١) وبقية الصّحاح ، حتّى قال الإمام الشافعي في حقّهم « من لم يصلّ عليكم لا صلاة له » (٢).
فإذا كان هؤلاء يجوز عليهم الكذب والادعاء بالباطل ، فعلى الإسلام السّلام وعلى الدنيا العفا ، أمّا إذا سألتَ : لماذا تقبل شهادة أبي بكر وتردّ شهادة أهل البيت؟ فالجواب : لأنّه هو الحاكم ، وللحاكم أن يحكم بما يشاء ، والحقّ معه في كلّ الحالات ، فدعوى القوىّ كدعوى السّباع من النّاب والظّفر بُرهانُهَا.
وليتبين لك أيها القارئ الكريم صدق القول ، فتعال معي لتقرأ ما أخرجه البخاري في صحيحه من تناقض بخصوص ورثة النّبي الذي قال حسبما رواه أبو بكر : « نحن معشر الأنبياء لا نورّث ما تركنا صدقة » والذي يصدّقه أهل السنّة جميعاً ، ويستدلّون به على عدم استجابة أبي بكر لطلب فاطمة الزّهراء سلام الله عليها.
وممّا يدلك على بطلان هذا الحديث وأنّه غير معروف ، أنّ فاطمة عليهاالسلام طالبت بإرثها ، وكذلك فعل أزواج النّبي أُمّهات المؤمنين ، فقد بعثن لأبي بكر
____________
(١) صحيح البخاري ٦ : ٢٧ باب إنّ الله وملائكته يصلّون على النبي من سورة الأحزاب ، وصحيح مسلم ٢ : ١٦ كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي.
(٢) الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي ٢ : ٤٣٥ ، الآية الثانية النازلة في أهل البيت عليهمالسلام.