صاحبها الشرعي ، نتصوّر لو أن أبا بكر وعمر جمعَا السنن النبويّة ، وحفظاها في كتاب خاصّ بها ، لوفّرا على أنفسهما وعلى الأُمة الخير العميم ، ولما دخلت في السنّة النبويّة ما ليس منها ، ولكان الإسلام بكتابه وسنّته واحداً ، ملّة واحدة ، وأُمّة واحدة ، وعقيدة واحدة ، ولكان لنا اليوم كلامٌ غير هذا.
أمّا وأنّ السّنن قد جُمعتْ وأُحرقتْ ، ومنعت من التدوين ومن النّقل حتى شفوياً ، فهذه هي الطّامة الكبرى ، وهذه هي البائقة العُظمى ، فلا حول ولا قوى إلاّ بالله العلي العظيم.
وإليك بعض النّصوص الصريحة التي اجتهد فيها عمر بن الخطّاب في مقابل القرآن :
( أ ) يقول القرآن : ( وَإنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أوْ عَلَى سَفَر أوْ جَاءَ أحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) (١).
والمعروف في السنّة النبويّة بأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم علّم الصّحابة كيفية التيمّم ، وبحضور عمر نفسه.
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التيمّم ، في باب الصّعيد الطيّب وضوء المسلم يكفيه عن الماء. قال : عن عمران ، قال : كنّا في سفر مع النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وإنّا أسرينا حتّى إذا كنّا في آخر الليل وقعنا وقعةً ولا وقْعَةَ أَحْلَى عند المسافر منها ، فما أيقظنا إلاّ حرّ الشمس ، وكان أوّل من استيقظ فلانٌ ثمّ فلانٌ يسمّيهم أبو رجاء فنسي عوفٌ ثمّ عمر بن الخطّاب الرّابع.
وكان النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا نامَ لم يُوقَظْ حتى يكون هو يستيقظ لأنّا لا ندري
____________
(١) المائدة : ٦.