س٢١ : هل رضي الإمام علي بالأمر الواقع وبايع الجماعة؟
* ج : لا ، أبداً لم يرض الإمام علي بالأمر الواقع ولم يسكت ، بل احتجّ عليهم بكلّ شيء ، ولم يقبل أن يبايعهم رغم التهديد والوعيد ، وذكر ابن قتيبة في تاريخه بأنّ عليّاً قال لهم : والله لا أبُايعكم وأنتُم أولى بالبيعة لي ، وحمل زوجته فاطمة الزهراء يطوف بها على مجالس الأنصار ، فكانوا يعتذرون بأنّ أبا بكر سبق إليهم (١).
وقد ذكر البخاري (٢) بأنه لم يُبايع مدّة حياة فاطمة ، فلما تُوفّيتْ واستنكر وجوه النّاس اضطرّ لمصالحة أبي بكر.
وقد عاشت فاطمة ستّة أشهر بعد أبيها ، فهل ماتت فاطمة وليس في عنقها بيعة ، وأبوها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « من مات وليست في عنقه بيعة مات ميتة جاهليّة » (٣)؟! (٤)
____________
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٢٩.
(٢) صحيح البخاري ٥ : ٨٢ كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم ٥ : ١٥٤ ، كتاب الجهاد ، باب قول النبي « لا نورث .. ».
(٣) صحيح مسلم ٦ : ٢٢ كتاب الامارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين ، المعجم الكبير ١٩ : ٣٣٥ ، كتاب السنة : ٤٨٩ ح ١٠٥٧ وفيه : « من مات وليس عليه امام مات ميتة جاهلية ».
(٤) قال إبراهيم الرحيلي في كتابه الانتصار للصحب والآل : ١٧٢ إنّ هذا الكلام يتنافى مع ماذكره المؤلّف في كتابه الشيعة هم أهل السنة ، حيث قال هناك : « .. ولولا استسلام علي وتضحيته بحقّه في الخلافة ومسالمته لهم لقضي عليهم وانتهى أمر الإسلام » ، بينما هنا نراه ينقض كلامه ويقول بأنّ علياً عليهالسلام لم يرض