قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فاسألوا أهل الذّكر

فاسألوا أهل الذّكر

فاسألوا أهل الذّكر

تحمیل

فاسألوا أهل الذّكر

354/485
*

وهل كان علي يعلم بأنّه سيعيش إلى ما بعد أبي بكر ، فيتأخر عن بيعته تلك الشهور الستّة؟ فعلىٌّ لم يسكتْ ، وبقي طيلة حياته كلّما وجد فرصة إلاّ وأثار مظلمته واغتصاب حقّه ، ويكفي دليلا على ذلك ما قاله في خطبته المعروفة بالشقشقيّة.

س٢٢ : لماذا أثاروا فاطمة وأغضبوها بينما هم في حاجة إلي المصالحة؟

* ج : لقد تعمّدوا إثارة فاطمة بانتزاع أرضها وممتلكاتها ، ومنعها ميراث أبيها ، وتكذيبها في كلّ دعواها ، حتّى يسقطوا بذلك هيبتها وعظمتها من نفوس النّاس ، وحتّى لا يُصدّقوها إذا ما أثارت نصوص الخلافة ، ولذلك اعتذر الأنصار إليها بأنّ بيعتهم سبقتْ لأبي بكر ولو سبق إليهم زوجها لما تخلّفوا عنه.

____________

بالأمر الواقع؟!

وفي الحقيقة لا يوجد تدافع في كلام المؤلّف هنا وهناك ، والتخالف المتصوّر هو في ذهن الرحيلي فقط ، وإلاّ فالكلام واضح حيث بيّن المؤلّف هناك أنّ علي بن أبي طالب عليه‌السلام لم يشهر سيف المعارضة ، ولم يقم بالقوّة لأخذ حقّه الذي غصبوه منه ، وهذا هو الواقع الذي ينقله التاريخ.

أمّا هنا فالمؤلّف بيّن بأن علي بن أبي طالب شهر المعارضة ، لكن المعارضة القولية لا السيفية ، وأخذ يبيّن حقه كلما واتته الفرصة ، وكلماته في ذلك مشهورة معلومة في النهج وغيره ، بل البخاري نقل لنا معارضة الإمام علي الفعليّة وذلك برفضه بيعة الأوّل لمدّة ستّة أشهر ، وأضاف الزهري بأن علي بن أبي طالب لم يكن المعارض الوحيد للبيعة ، بل بنو هاشم عموماً كانوا معارضين أيضاً ، فلا تضارب بين الكلامين بل بينهما تمام المواءمة لمن نزع عن رأسه العصبيّة الأموية ونظر بعين الحقيقة الصافية.